لماذا نستدعي إلى حياتنا ذكريات دون غيرها؟
- ديسمبر 24, 2022
- 0 Likes
- 585 Views
- 0 Comments
• يقال: الماضي غير المكتمل سيجدك يوماً ما!
• ليس من الغرابة أن يحدث ذلك أبداً، فلو أعدنا التفكير فسنجد أن عودة الماضي المنقطع لم تكن إلا رغبة عقلك أنت!
• في الواقع، لو راجع أي أحد منا حياته، قد يجد بأن ذلك ينطبق عليه، وخاصة إذا ترك أمراً ما وفي رأسه الكثير من الأسئلة التي لم يجد لها إجابات شافية، أو كان يصارع في وقت ما ليحل أمراً معيناً على الصعيد العملي أو الاجتماعي.
• لقد كان من أوائل الذين لاحظوا ذلك العالمة السوفيتية (بلوما زيجارنيك) وأستاذها كارت لوين، حيث قامت بلوما بسلسلة من الدراسات التي آلت إلى التأكيد بأن الإنسان يتذكر الأحداث التي انقطع عنها في الماضي أكثر من الأمور التي أنجزها، وأطلقت على ذلك اسم تأثير زيجارنيك بالإنجليزية ( Zeigarnik Effect).
• في ما يلي سنتعرف على تأثير زيجارنيك، وكيف يمكن فهم عمل العقل من خلاله، وإمكانية استثماره في الحياة اليومية لرفع الإنتاجية وترتيب الأولويات.
– ما هو تأثير زيجارنيك؟
– لماذا نتذكر أشياء دون غيرها حسب تأثير زيجارنيك؟
– أمثلة على تأثير زيجارنيك
– العلاقات العاطفية وتأثير زيجارنيك
– الدراسة وتأثير زيجارنيك
– لماذا نشعر بالتوتر في حال تجاهل أو تأجيل المهام غير المنجزة؟
– تنظيم الأعمال اليومية والأسبوعية
– ما هو تأثير زيجارنيك؟
إن المفهوم الأساسي لتأثير زيجارنيك يقوم على أن دماغ الإنسان لديه فرصة أكبر لنسيان الأحداث المكتملة والمهام المنجزة أكثر من الأمور غير المكتملة أو التي تمت مقاطعتها في مرحلة ما، حيث تبقى هذه الأحداث والمهام في ذاكرة الإنسان لحين اكتمالها.
– لماذا نتذكر أشياء دون غيرها حسب تأثير زيجارنيك؟
قامت العالمة بلوما زيجارنيك بتجربة هذا التأثير عام ١٩٢٧ على مجموعة من الأشخاص وطلبت منهم القيام ببعض المهام في أوقات محددة مثل تركيب قطع البازل، وتجميع قطع في صناديق خشبية، وقامت بمقاطعة بعض أعمالهم، بينما منحتهم الوقت الكافي لإنجاز المهام الأخرى، ثم قابلت كل مشترك على حدى وسألت كل واحد منهم عن تفاصيل دقيقة في المهام التي قاموا بها، ووجدت أنهم تذكروا بنسبة 90% تفاصيل الأعمال التي لم يستطيعوا إكمالها مقارنة بتفاصيل الأعمال التي أنجزت.
تم تفسير هذه النتائج بأن رغبة الشخص في إنجاز مهمة ما يمكن أن يؤدي إلى الاحتفاظ بها في ذاكرته حتى اكتمالها، وأن إمكانية إكمالها ستتيح له فرصة نسيانها.
– أمثلة على تأثير زيجارنيك
من الأمثلة التي توضح تأثير زيجارنيك في حياتنا:
• يتذكر الطالب الأسئلة التي لم يجب عليها في الامتحان بصورة أكبر من الأسئلة التي أجابها.
• يتذكر النادلون الذين يعملون تحت ضغط كبير الطلبات التي يجهزونها لتصبح قيد التقديم، وبمجرد تقديمها ينسونها، ولاحظت ذلك بلوما زيجارنك.
• يتذكر العاملون في مجال الخدمات الأعمال التي قدموها ولما يتقاضوا أجرها بشكل أكبر من الأعمال التي تقاضوا أجراً عليها.
• تبقى المهام غير المكتملة في مجال العمل في ذاكرة الموظف وتشكل توتراً نفسياً في عطل نهاية الأسبوع، مما يؤدي إلى اختلال في النوم، وهذا نتيجة دراسة نشرت في مجلة علم نفس الصحة المهنية عام 2017.
– العلاقات العاطفية وتأثير زيجارنيك
وهو علاج المشاكل في العلاقات العاطفية؛ حيث أن العلاقات العاطفية تبقى في حالة تشنج، وشد، وجذب لطالما أن الطرفين لم يصلا إلى فهم كامل (بالإنجليزية: Couple Therapy) إضافة إلى الأمثلة أعلاه، يستخدم مفهوم تأثير زيجارنيك في العلاج الزوجي وإدراك لما يحدث في العلاقة، ويهدف العلاج إلى مناقشة الأمور والمشاكل العالقة بين الطرفين؛ فبمجرد مناقشتها وإدراك الأخطاء التي ارتكباها، فحينها سيتم تجاوز هذه المشكلة ونسيانها، وسيأخذ كل منهما الدروس المستفادة التي تساهم في نمو وتطور العلاقة، أو ربما لو رغبا في الانفصال فلن يكون الانفصال دراماتيكيا، وإنما سيكون نقطة إيجابية في حياة كل منهما فيما بعد.
إن جميع ما ذكر من أمثلة على تأثير زيجارنيك يؤكد على أنه لا يمكن للإنسان أن ينسى ذكريات معينة حتى يفهمها، ويستخرج جميع المعاني التي يمكن أن يحصل عليها منها.
– الدراسة وتأثير زيجارنيك
إن فكرة قطع المهام أثناء أدائها استخدمت لتحسين الآداء الدراسي؛ فقد وجد أن الطلاب الذين يأخذون استراحة بمعدل 15 دقيقة أثناء الدراسة كل ساعة، يتذكرون المواد التي درسوها أو حفظوها بشكل أكبر من الطلاب الذين يدرسون بشكل متواصل لساعات دون استراحة. تتضمن الاستراحة أنشطة ليس لها علاقة في الدراسة مثل، مشاهدة التلفاز، والرياضة، أو اللعب.
لا بد من التنويه إلى أن درجة التذكر تختلف من شخص إلى آخر، وذلك لاختلاف الجوانب التحفيزية عند كل شخص، فهناك تفاوت بين رغبات الأشخاص وشغفهم إزاء عمل ما، ولذلك تختلف نتائج تطبيق تأثير زيجارنك من شخص إلى آخر، وقد ناقش هذا الجانب العالم النفسي الأمريكي، جون أتكنسون عام 1953.
– لماذا نشعر بالتوتر في حال تجاهل أو تأجيل المهام غير المنجزة؟
قد يعتقد شخص ما بأن تأجيل مهمة صعبة سيريحه لفترة من الوقت ولكن العكس صحيح، فإن عدم الانتهاء من مهمة ما يخلق توتراً عقلياً، مما يجعل هذا الأمر في مقدمة الأشياء التي يتذكرها. الشيء الوحيد الذي سيخفف من هذا التوتر هو إكمال المهمة. ولذلك لا يمكن التخلص من التوتر بمجرد التأجيل أو المماطلة.
غالباً ما تؤدي المهام غير المكتملة والمماطلة إلى أنماط تفكير متكررة وغير مفيدة. يمكن أن تؤثر هذه الأفكار على النوم، وتحفز أعراض القلق وتزيد من التأثير على الجوانب العقلية والعاطفية للشخص.
يمنح إكمال المهام بنجاح إحساساً بالإنجاز مع زيادة احترام الذات، والثقة بالنفس.
– تنظيم الأعمال اليومية والأسبوعية
من أكثر الأشياء التي تشكل سعادة لدى الفرد في نهاية اليوم هو إنجاز المهام التي خطط مسبقاً للقيام بها.
تنقسم المهام اليومية أو الأسبوعية إجمالاً إلى ثلاثة أقسام: العناية بالنفس، والعمل أو الدراسة، والمتعة.
إن الأمر الذي يضمن إنجاز جميع المهام التي خطط الفرد للقيام بها هو وجود توازن فيما بينها لديه، والذي يحدد هذا التوازن هو درجة الإشباع لدى الفرد؛ فالشخص يعرف جيداً ما يميل له وما يشعره بالرضا عن نفسه وهذه من أهم الأدوات العقلية التي يحتاجها الفرد قبيل التخطيط لقائمة المهام، حيث أنها ستصبح المرشد له في اختياراته مع الوقت.لإنشاء قائمة المهام اليومية أو الأسبوعية:
1- تحديد 3 أو 4 أقسام أساسية تندرج تحتها المهام المرغوب في القيام بها: فمثلاً، هل المهام لها علاقة بالعمل أو الدراسة، أم بالعناية بالنفس، أم بالمتعة.
2- اختيار المهام التي يمكن إنجازها حسب المقدرة والوقت: إن تحديد مهام تفوق قدرات الفرد يعرضه إلى التوتر والقلق فيما بعد.
3- كتابة قائمة المهام حسب الأهمية بالنسبة للفرد، ثم يعاد النظر إليها ومعرفة إذا ما كانت تحقق التوازن للشخص أو لا.
لا بد من التنويه إلى أن القيام بهذه العملية بشكل مستمر، ومراجعة المهام ومعرفة نقاط القوة والضعف يساعد على التطور في هذا المجال، وسيصبح لدى الفرد قدرة أكبر على إنجاز أكبر قدر ممكن من المهام مع مرور الوقت.
.
Leave Your Comment